رأي الشرق
رسالة الإعلام المتجردة
وجَّه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- حفظه الله-، خلال لقائه الوفد المصري أمس الأول في الرياض، رسالة مباشرة لوسائل الإعلام العربية بقوله: «كلّي أملٌ أن يقف الإعلام المصري والسعودي موقفاً كريماً، وليقل خيراً أو يصمت».
وتعدُّ هذه الرسالة بمثابة إدانةٍ واضحة للمنابر الإعلامية التي تفرغت خلال الأسبوعين الماضيين لتأجيج مشاعر الشارع المصري ضد المملكة، وإيهامه باحتجاز السلطات السعودية محامياً مصرياً لـ «اعتبارات سياسية» ثم الإدعاء أنَّ تهمة تهريب الحبوب المخدرة «ملفقة له لتبرير توقيفه» دون احترامٍ لمؤسسة القضاء السعودي.
إنَّ الأزمة الدبلوماسية العابرة بين الرياض والقاهرة، والتي طُوِيَت سريعاً بتوجيه خادم الحرمين الشريفين بعودة السفير إلى القاهرة، أثبتت قدرة بعض الإعلاميين على صناعة الأزمات ودفعها في اتجاه التفاقم متخلِّين عن قواعد المهنية وغيرعابئين بطبيعة العلاقات بين الدول.
لذا حان الوقت أن تتحمل وسائل الإعلام في العالم العربي مسؤولياتها تجاه الرأي العام، وأن تنتهج سياسة إبانة الحقائق أمامه، وعدم نقل الشائعات بين الناس، أو العمل على تجييش الشارع بناءً على معلوماتٍ خاطئة، خصوصاً إذا كان هذا التجييش تجاه دولة شقيقة.
لا أحد يدعو وسائل الإعلام إلى الكذب أو المجاملة، المطلوب فقط نقل الحقيقة والابتعاد عن الإثارة، والتجرد من الانتماءات السياسية الضيقة عند مخاطبة الجماهير التي اكتشفت، بعدما تبيَّنت ملابسات قضية المحامي المصري أحمد الجيزاوي، أنَّ بعض من ينعتون أنفسهم بـ «الإعلاميين» لم يحترموا ذكاءها وتعمَّدوا التلاعب بمشاعرها المتفجرة أصلاً بفعل الأحداث السياسية المتلاحقة في المنطقة، ولعلها تكون البداية التي تمكِّن المتلقي من فرز «الغث» من «السمين» على مستوى الإعلام.
وحتى لا نقع في فخ التعميم، ينبغي القول إنَّ الأزمة العابرة مثلما كشفت عن إعلامٍ «متسرِّع» و»مُوجَّه»، فإنها في الوقت نفسه، أفرزت منابرَ صحفية وتليفزيونية هادئة تتحلى بـ «الحس الوطني» في معالجتها القضايا الحساسة، وتتبنى الرؤية الداعية إلى عدم إثارة الفتن بين مكوِّنات المشهد العربي وقطع الطريق على من يحاول تهميش صفحات التاريخ المشترك.
بين المهنية الاعلامية واعلام التابلويد والبابارازي ( الصحافة الصفراء واعلام الاثارة ) تتشكل معادلة الاعلام الحديث.تشكل النظام المصري البائد وفق محورالمنفعة المتبادلة , فالنظام يكرس مبدأ التوريث ويعطى مساحة متفق عليها سلفا للمعارضة كي يرتفع صوتها بالرفض . وهكذا يحقق كل طرف منفعته الذاتيه. جائت ثورة الخامس والعشرين من يناير لتجتث الفساد بكل انواعه وتشكيلاته وعلى رأس ذلك فساد المؤسسة الاعلامية . استبشرالجميع بالخير لتأتي ازمة المحامي الجيزاوي لتشكل علامة استفهام كبيرة ترتسم على جبين الاعلام المصري ( مرئي – مسموع – مقروء ) ليطل سؤال ؟ هل الاعلام المصري في طريقه للتعافي من مخلفات الماضي ام لازالت هناك عوالق. ومن هنا ان اردنا الخير لكلا البلدين فينبغي ان نجعل رسالة خادم الحرمين الشريفين للاعلام العربي اثناء لقائه الوفد المصري منهجا ينظراليه بتقدير وممارسة اعلامية تتبع كي نستطيع كعرب تشكيل حائط صد ضد كل محاولات الاضراربالعلاقات والمصالح العربية وصولا لصالح الامتين العربية والاسلامية .