ما أن تتوسط الشمس كبد السماء، معلنة الزوال، تستيقظ «الصامتة الليلية» من نومها باحثة عن مُصاب باللشمانيا سواءً كان إنسان، أو حيوان، لتمتص دمه الملوث بصمت مطبق، ثم تبحث عن فريسة أخرى سليمة تلسعه خلسة دون أن يشعر بها؛ حتى يتفاجأ المصاب في البداية بوجود لسعة خفيفة تتطور إلى ندبة؛ فقرحة، وتكبر شيئاً فشيئاً.
وأوضحت استشارية الميكروبات ومكافحة العدوى في إدارة مكافحة العدوى بالدمام الدكتورة أميرة رضي البناي، أن «مرض اللشمانيا»، مرض طفيلي يُصيب الحيوانات من القوارض والحشرات، وكذلك الإنسان، وقالت «سُمي باللشمانيا نسبة لاسم العالم الذي اكتشفه، وهو منتشر في العالم، ويوجد لدينا في السعودية في منطقة الأحساء».
وتشير إلى أن الأعراض الإكلينيكية تبرز تبعاً لنوع الطفيل ومنطقة الإصابة، والطفيل الناقل للمرض، وتضيف «يوجد منه أكثر من نوع، ويتعلق بذلك مباشرة تبعاً لنوع الطفيل، وتظهر الإصابة على الجلد نفسه، ويُصيب الأجهزة المبطنة بالغشاء المخاطي أو الأحشاء؛ فمثلاً لو كانت الإصابة في الجلد فتظهر الأعراض على شكل قرح جلدية، وحبيبات عقدية، ونتوء في منطقة الوجه أو اليدين والساقين، وتستمر لفترة طويلة، وقد تلتهب وتسبب آلاماً وارتفاعاً في درجة الحرارة».
وتتابع البناي «أما إذا كانت في الغشاء المخاطي فإن الأعراض تكون على شكل قرح داخلية في الفم أو الأنف؛ وقد تلتهب أيضاً وتسبب تآكلاً في الغضروف أو العظام؛ وإذا كانت في الأحشاء فإنها تسبب الحرارة وتضخماً في الكبد والطحال وأنيميا».
- اللسعة بعد العلاج
- اللسعة في وجه إحدى الصغيرات الزائرات للأحساء
- لسعة البعوضة (الشرق)
وتبين أن النوع الموجود في المملكة هو النوع الجلدي، بعد قرص أو لدغ الإنسان؛ فإن الخلايا البيضاء داخل الجسم تحاول أن تهاجم الطفيل، إلا أن الطفيل لديه القدرة أحياناً على الانتصار والاختباء داخل الخلايا البيضاء والتكاثر في الجسم، ومن ثم ظهور الأعراض على حسب نوع الطفيل.
وذكرت البناي أن العدوى تنتقل من الإنسان أو الحيوانات المصابة للإنسان عن طريق قرص الحشرة التي تسمى «بعوضة الرمل»، وتعيش في الخرابات والجدران والحظائر، وكذلك توجد إمكانية لانتقال المرض عن طريق نقل الدم.
وأبانت أن التقرحات الجلدية تستغرق وقتاً طويلاً لاختفائها، وبعض الأحيان تحتاج إلى تدخل علاجي بالأدوية، ويستمر العلاج من سنة إلى سنتين.
وللتخلص من العدوى، تنصح الدكتورة أميرة بضرورة التخلص من الأماكن التي تعيش فيها الحشرة مثل المنازل التي بها شقوق والأماكن الرطبة، والابتعاد عن الأماكن التي يوجد فيها ذبابة الرمل والحشرات الأخرى، واستخدام الكريمات الواقية من عضة الحشرات عند الذهاب للأماكن المشبوهة، والمحافظة على نظافة المكان، وإغلاق النوافذ أثناء النوم أو استخدام الناموسيات، والقضاء على الحيوانات؛ كالقوارض، والحشرات، ورش المبيدات الحشرية، ومحاولة رفع كفاءة الجهاز المناعي للجسم بالأكل الصحي السليم وممارسة النشاط الرياضي للحفاظ على اللياقة البدنية، واستشارة الطبيب عند التعرض للدغة الذبابة في الأماكن الموبوءة.
وتعرف هذه البعوضة عند الأطباء البيطريين بالحشرة الصامتة، نظراً لأنها تطير وتلسع بلا صوت، بحسب ما يشير إليه رئيس مجلس إدارة فرع الجمعية الطبية البيطرية السعودية في محافظة القطيف ومدير الوحدة البيطرية في الإدارة العامة لشؤون الزراعة بالمنطقة الشرقية الدكتور محمود الخميس.
ويقول الخميس إن مرض «اللشمانيا» يُصنف ضمن الأمراض الطفيلية حيوانية المصدر، يُصاب به الإنسان والحيوانات البرية عن طريق لدغ أنثى نوع من البعوض تُسمى حشرة الرمل، ويسبب تقرحات في الجلد، وآفات مرضية.
ويضيف «أنها عندما تمتص دم إنسان أو حيوان مصاب (مثل الكلاب أو الثعالب؛ حيث تعد هذه الحيوانات مستودعاً لطفيل المرض)، يكون هذا الدم محملاً بطفيل مرض اللشمانيا، الذي يتكاثر في معدة الحشرة ثم يصل إلى لعابها، وعند لدغها إنساناً أو حيواناً سليمًا؛ فإنها تحقن هذه الطفيليات في جسمه مسببة له المرض، وتنقل حشرة الرمل طفيليات مرض اللشمانيا إما من شخص إلى آخر أو من حيوان إلى إنسان».
ويشير الخميس إلى أن هذا من أحد الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان؛ لذا فإنه يُصيب الإنسان، والكلاب والثعالب، وكذلك القوارض (الفئران، والجرذان)؛ فتكون حاضنة للطفيل الممرض.
ويلفت إلى أن هذه الحشرة تعاود نشاطها في المساء وتنتشر في عديد من المناطق الريفية والزراعية والصحراوية، وتطير على ارتفاع منخفض من سطح الأرض، ويزداد انتشاره على فترات موسمية خصوصاً نهاية الخريف والربيع، ويسمى بمرض «دوم دوم»، والقرحة الشرقية، وحبة حلب، وقرحة بغداد، وقرحة دلهي.
وبالنسبة لطرق الوقاية من اللشمانيا، يقول الدكتور الخميس «لم يتم حتى الآن العثور على لقاح تطعيم أو دواء يُعطى ليمنع حدوث اللشمانيا، ولكن يمكن التخفيف من نسبة الإصابة بشكلٍ كبيرٍ إذا تم اتباع عدد من الإرشادات ومنها: ارتداء ملابس ذات أكمام طويلة، واستخدام الناموسية عند النوم، وتوخي الحذر في المناطق الموبوءة خصوصاً وقت نشاط ذبابة الرمل وهو من الغروب إلى الشروق، ويمكن رش الناموسية أيضاً بمادة بيرمثرين، وهي مبيد حشري فعّال، ويمكن دهن الأماكن المكشوفة من الجسم بمادة طاردة لذبابة الرمل تسمى DEET».
السبب يعود لعدم اهتمام البلدية بمكافحة المرض و يكفي عدم بل فقرهم لتوعية الاجتماعية
شكرا لشرق
بارك الله فيك د.كتور محمود و منفع بك البلاد دائم تطرح مواضيع تهتم بالصحة العامة ، هذا المرض حاليا تشتكي منه منطقة تبوك
لا يرتقي مجتمع الا بالتثقيف و هي بوابة الحضارة ، وان التسليط هذه المواضيع و الخاصة بصحة الانسان شأن في غاية الأهمية،
أحسنت يا عزيزي دكتور الخميس دائما أسلوب البسيط و العلمي و المختصر في طرح او مناقشة يكون خفيف على القارئ و لا يخرج الا بالاستفادة.
تحية للأستاذة المتألقة / معصومة المقرقش
نعم ابني مصاب بها و تعالج لمدة 3 سنوات و السبب هو التشخيص السيئ ، و يعود هذا لجهل الطبيب البشري الى انه هناك امرض تنتقل من الحيوان للإنسان. و الذي شخص ابني تشخيص دقيقا هو احد طالب في كلية الطب البيطري بالاحساء لما شاف الندبة احتمل انها لشمانيا و بعد الفحص وص لي العلاج و الحمدالله و تعالجت و شفيت.
شكرا على طرح الموضوع
لماذا لا نرى مشاركة من امانة الاحساء . لكونها هي المعنية بل هي السبب في قلة إمكانياتها و عجزها في مكافحة هذه الحشرة. نحن نشتكي كثير منها و ابناءنا و بناتنا هم ضحايا اهمال بلاضافة لضحايا تثقيف.
في الفترة الأخير صحيفة الشرق ملاحظ حسها المهني في مشاركة الطب البيطري و اهميتة في المجتمع و اختيار د.محمود للنقاش يعد اختيار جيد لما يملك هذا الدكتور من وعي كبير اتجاه حرصه لتوعية المجتمع
نحتاج ان تكون هناك صفحة أسبوعية لتسليط الأضواء على الامراض المشتركة بين الحيوان و الانسان لكون ان اغلب البيوت في الفترة الحالية تربي حيوانات
احسنت يا دكتور محمود و فقك الله . ان الجهل و الإهمال بأخذ الحذر من الجلوس عند المغرب الى الليل في الأماكن الزراعية و الريفية يعد خطر علينا بالذات اذا كان المنطقة موبوءة .
التثقيف الاجتماعي و حملات التوعية و زيارة المدارس شي مهم كشراكة اجتماعية .
اللشمانيا مرض خطير و علاجه اذا لم تتسارع في اكتشافه سيتحول لمرض يحتاج لسنين لعلاجة. و فعلا هذا المرض في الاحساء اغلب البيطريين هم من يعالجون او لهم مقدرة في تشخيص الامراض المشتركة.
تجذبني دائما مواضيع التي تكون ثنائية العمل بين الأستاذة معصومة و الدكتور الخميس وواضح اختيارهم للمواد الإعلامية بكل عناية و فن في الطرح . و اهني الخميس على الطرح الجاذب و المختصر و المفيد. و نرحب بكم عبر قنواتنا
امانة الاحساء غني باليل ما اطولك.. نايمة في العسل اقصد الوحل.. هي لا تقوم بواجبها بكيف تعرف حقوقنا في توعيتنا..
نعاني منها في الاحساء… ولا احد مفتكر فينا لا رش مبيدات و لا شي.
الواحد يحتاج ينتبه من جلسة الاستراحات و يأخذ الحذر
الصامتة الليلية اسمها يخرع و اجد
موضوع شيق و مهم جدا
لايك(1000)
انا مصاب بها و تعالجت على مدى 4 سنوات و السبب عدم معرفة طبيب الرعاية الأولية .
و عملت لي تشوهات بالوجه
احسنت دكتور محمود “”" وهنا يمكن أهمية دور الطب الوقائي في مكافحة الامراض الوبائية و الذي من أهمها التثقيف الصحي .
جهد توعوي مبارك و تحياتنا لجميع
ممتاز
خطير الموضوع جدا .كيف نحن غايبن عنه
هدا الموضوع من المواضيع المهمة التي يجب تسليط الضوء عليها وتفعيل المشاركة والتشاور مع الطب البيطري والذي يعتبر مكمل للطب البشري ولانستغني في مشاركة الدكتور محمود الخميس
اسم الموضوع جاذب.. و في نفس الوقت مهم
طيب لماذا لا نسمع بها في الدمام او الخبر او القطيف.. يعني فقط في المناطق الزراعية .. القطيف أيضا محافظة زراعية لكن لم نسمع عن إصابات هل ممكن اجابتنا
هل سمع احد بحملات تثقيفية او اعلام او تواصل اجتماعي من امانة الاحساء … الأمانة نائمة في سبات كبير و تحتاج لنفض العجايز التي بها
الله يسلمنا ويعافينا من كل شر… مقال كتابته رائعه د.محمود تفوقت على نفسك اعجبني كتابتك بشدة برغم الحديث عن الاعراض وجد تخوف ربنا يسلمنا….الحمدالله اني بالرياض