مداولات
من حوارك أعرف.. مَنْ أنت!
سما يوسف
إن قضية الحوار إشكالية بحد ذاتها تنطلق أساساً من معطى معرفي لا أيديولوجي.
لا بد أن نتفق أولاً على ضرورة التأسيس لثقافة الحوار، بالإجابة المشتركة عن سؤال: كيف نتحاور؟ فإذا كان الحوار والتواصل: هو القدرة على التفاعل المعرفي والعاطفي والسلوكي مع الآخرين، فإن ذلك يتوجب التحلي بأدب الاستقبال الذي يفيد الطرفين في استمرار الحوار والتواصل وشعور المتحدث بارتياح واطمئنان وشعور المستمع بالفهم الجيد والإلمام بموضوع الحوار مما يمكنه من الرد المناسب.
فكلما ارتقينا في الحوار والتزمنا بآدابه وصلنا للهدف المنشود، فالحوار هو أنت!… إن كان الحوار راقياً فأنت راقٍ أو العكس بالعكس.
ومع الأسف الشديد أن البعض يقصي الرأي الآخر بسيل من الشتائم والكلمات الجارحة والتعرض إلى الجوانب الشخصية وذلك ما يعيق لغة التفاهم ولا يأنس إلى رأي من يخالفه مع أن الرأي الآخر قد يكون أكثر نضجاً ومكانة رأي أحادي لا يقبل النقد ولا الحوار والمناقشة.
ويرون أن الحق معهم وحدهم وأنهم من يمتلكون الحقيقة المطلقة ويرفضون بزعمهم بأن من أمامهم يحب الجدال وأن الله قال في كتابه المنزل: (ادْعُ إِلَى سَبِيـلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَـةِ وَالْموْعِظَـةِ الْحَسَنَـةِ وَجَادِلْهـمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن).
مع أن الأفكار تتطور وتتغير مع الظروف والمكان.
فلنعطِ مساحة كافية للتعبير والسماع للرأي الآخر وتقبله حتى لو كان مخالفاً.
لقد تعودنا في مجتمعاتنا العربية أن نتلقى الأفكار المعلبة التي مرّ عليها الزمن ولم نتجرأ على مناقشتها أو معارضتها منذ نعومة أظفارنا من البيت والمدرسة والجامعة حتى في مجال العمل وذلك ما يعكس على سلوكيات الفرد الذي يضيق صدره ولم يتمكن من التنفيس ولم يجد من يسمعه، ولعل أحد معوقات التقدم في مجتمعاتنا هو غياب الرأي الآخر والتشكيك فيما هو جديد أو فكر حديث باعتباره خارج السياق!
مقالك رائع سما
اصاب الداء الكثير والكثير سواء
على المستوى الإعلامي أو الأدبي والثقافي حتى على مستوى المنتديات واللقاءات الاكاديمية المتخصصة.
والتي يترقبها بعض المتابعين والمتخصصين لهذه اللقاءات .
فقلما نجد حوار راق يستفاد منه ومن رأي وخبره الضيف و تترك له مساحة كافية ليتحدث عن علمه وتخصصه وسبب استضافته.
كأن يبدأ المستضيف ويختم بإسهاب
ولا يترك فرصة له سانحة الا وتداخل مع الضيف مضيفا رأي او مستنكرا فكرة او محللا لقضية فيشتت الضيف ويبعثر سلسلة افكاره ، فيصاب المتابع بالدوار.
وهناك نوع من المستضيفين وهم من يختار ضيفه أو (فريسته) بعناية ليس حبا لفكر او جهلا بعلم
بحث عن هدف وإنما ليفرض على الضيف فكرا مغاير ولكي يمرر خلاله رأيا معارضا لمبادئ وتوجه الضيف عندها يصاب بالدهشة، وتجبره أمانته على الرد وتفنيد القضية ، عندها تتغير المواجهة لسباب وشتم وإخراج ما في القلب من غل وأهداف تصل ان تطال فيها الأمور الشخصية للضيف والمستضيف …
تحياتي استاذة سما …
أختي الأستاذة سما يوسف: تحيَّاتي: لا أعتقد أنَّ هناك عاقلاً إلا ويبحث عن الرأي السليم والفكر القويم، وأنَّه يسعد بظهور ذلك لدى محاوره، ولكن حينما يتبيَّن بوضوح أنَّ المحاور لا يهدف إلى بلورة رأي أو تصحيح فكرة وإنَّما يسعى إلى الإساءة لمحاوره شخصاً وفكراً، وإذا ما أعيته محاولاته للإساءة قلب الحوار تهريجاً وسباباً وشتماً، وهذا ما يتبيَّنه الراصد المراقب لتعليقاتٍ على مقالات الرأي في هذه الصحيفة كمثال من بعضٍ دافعهم الحسد والحقد على الناجحين والناجحات ومحرِّكهم جهلهم وإحباطاتهم في مساراتهم ليس إلَّا،هنا أرى أنَّ المجاملة والخنوع سيكون لها تأثير سلبيٌّ على المتلقِّي القارئ والسامع الذي سيظنُّ أنَّ أولئك المدَّعين أسلم رأياً وفكراً، فيما أولئك هم المهرِّجون المتدعششون الذين لا يستشعرون حقّاً ولا حقيقة، تحيَّاتي أختي سما.
“رمتني بدائها وانسلّت” ..
(لا تنه عن خلقٍ وتأتي مثله ** عار عليك إذا فعلت عظيم) ..
أين أنت يا دعشوش من قيصيدة في صفحة الأستاذة نادية الفواز، ومن قصيدة في صفحة الأستاذ سعد الرفاعي، اقرأهما وحاورني فيهما إن استطعتَ.
من لا يتقبل الرأي الآخر – فلا حوار معه !
الحوار يتطلب سعة الصدر – ومن صدره منغلقا ومأزوما – لا ينفع معه الحوار !
صحَّتها: ومن صدره منغلق ومأزوم يا دعشوش ، فصدره مبتدأ مرفوع ومنغلق خبر مرفوع، ومأزومٌ معطوف على مرفوع، فمن هذه قدراته اللغويَّة هو المنغلق عن لغته المأزوم بفكره يا دعشوشُ.